شهد الوضعان السياسي و الاقتصادي في تونس طوال النصف الأول من سنة 2018 احتقانًا كبيرًا عمّقَ شعور الشباب التونسي بالإحباط و انعدام الثقة مما دفع الآلاف منهم إلى الهجرة السرية و العشرات إلى محاولة الانتحار مقابل عجز الدولة عن إيجاد حلول تستجيب لشعارات الثورة الرئيسية : الشغل و الحريّة و الكرامة الوطنية. و تظلّ معاناة جرحى الثورة مزدوجة خصوصا منهم أولئك الذين لم يتمّ استكمال اجراءات جبر الضرر لصالحهم و هو الشأن بالنسبة للشاب مسلم قصد الله و يوسف بن سالم و ناجح السلنقي الذي تمّ مؤخرا ايقافهم و توجيه جملة من التهم الكيدية إليهم إستنادًا إلى حادثة احتجاجهم أمام مقر بلدية كذلك إستنادا إلى بيان صادر عن حزب حركة النهضة و حزب نداء تونس في 01/07/2018 لقب فيه الشباب بالمشاغب و المنحرف على خلفية احتجاجهم و تهديدهم بسكب البنزين على نفسهم في صورة انعقاد جلسة تنصيب المجلس البلدي قبل الاستجابة لمطالبه.
يهمّ منظمة راج تونس أن تنبّه إلى ما يلي:
_ خطورة تجاهل السلطة لانعكاسات التزايد المشطّ في الأسعار مع بداية شهر جويلية على وضعية الشباب العاطل عن العمل و دوره في تعميق سخطهم على الطبقة السياسية عموما .
_ ضرورة التعامل بجدية مع ظاهرتي انتحار الشباب و الهجرة السرية اللتان تكبّدان الوطن خسارة شريحة كبيرة من الشباب الذي يفترض أنه محرّك التنمية و التطور في المجتمع التونسي.
_استغرابها من البيان الصادر عن الحزبين الحاكمين و استعمالهم أجهزة الدولة من أجل محاكمة الشباب و التحريض عليهم.
_لا شرعية التهم الموجّهة إلى جريح الثورة مسلم قصد الله و رفيقيه الموقوفين التي تذكّر بالتهم التي تعوّد النظام السابق على استغلالها لهرسلة المناضلين من قبيل هضم جانب موظف عمومي و تعطيل حرية العمل.
كما تؤكد منظمة راج تونس على :
_ دعمها الكامل لقضايا جرحى الثورة الذين لم يستوفوا حقّهم الشرعي في التعويض عن الضرر المادي و المعنوي و الانتداب بالوظيفة العمومية و اعتبارها ذلك ضربا من ضروب تعطيل العدالة الإنتقالية.
_دعوتها مختلف مكونات المجتمع المدني إلى مساندة جرحى الثورة و حمايتهم من الأعمال الانتقامية التي تتخذ في أحيان كثيرة صورة إجراءات قانونية مجحفة في حين لا تطال يدُ القضاء المتورّطين في ممارسة التعذيب و في تسبيب عاهات لجرحى الثورة.
_تأكد المنظمة على عزمها مواكبة هذه المحاكمات و إسناد الشباب عبر كل اليات النضال الممكنة.
عن الهيئة المديرة لمنظمة راج-تونس